Home » » أم مريم ( قصة قصيرة )

أم مريم ( قصة قصيرة )

أم مريم ( قصة قصيرة )

بقلم : أحمد مليجي

http://imagecache.te3p.com/imgcache/467c93e453cf67bacf43537999aeb5a0.jpg 
 

 
في ليلة شتاء قارص ، قمت من نومي مفزوعاً على صوت استغاثة جارتي أم مريم

 ، نظرت في ساعتي ، وجدتها تشير إلى الخامسة صباحاً ، حاولت أستكمل نومي

  فوضعت الوسادة على أذني ، لكن عندما تذكرت حنان هذه المرأة ورعايتها لي

  عندما كنت صغيرا هرب النوم مني ، بعد استرجاعي لشريط ذكرياتي مع جارتي أم

   مريم في عجالة. نفضت فراشي بسرعة ، وتركت دفء المكان .. فلم أهتم ببرودة

  الشارع .. كان همي تلبية استغاثة جارتي أم مريم ، ومحاولة انقاذها ،

 فلما وصلت إليها قالت وهي ترتعش من الخوف : حرامي حرامي ثم أشارت

  باصابعها إلى مكانه ، أمسكت به بكل ما آتاني الله من قوة ، وطرحته أرضاً على

  وجهه ، ساعدني على ذلك نحافة جسده وضعف بنيانه ، ثم ربطت يديه ورجليه

  بحبل جاموسة أم مريم التي كان ينوي سرقتها .. اقتربت أم مريم مني وتربت على

  كتفي ، كما كانت تفعل معي في الماضي وهي تقول : ( ربنا يبارك في شبابك يا

  ولدي ... شكرا لك يا ولدي ) لا أعلم ماذا كنت أنا فاعلة لولا شهامتك قلت

 ما فعلته هو واجب الجار نحو جاره ، و لم أنسى ما كنت تفعلينه معي 

 عندما كنت صغيرا ..

 ظل هذا الموقف معلقا سنوات طويلة في أذهان أم مريم أيضاً ، حتى إلى

  ما بعد رحيلها إلى بيت أبنتها مريم ،عندما أشتد عليها المرض وفقدت بصرها

  وهذا ما جعلها عاجزة على خدمة نفسها وحدها ، وعجل برحيلها من ه، فأغُلق

  بيتها وأصبح خاوياً سنوات حتى قررت عرضه للبيع .. تقدم لشرائه شخصاً كان

  ينوي دفع مبلغ أكبر مما عرضته عليها ، لكنها رفضت بشدة ، وقالت : أبارك لك  

بيع بيتي يا جاري العزيز ، عندما تفقدت بيت أم مريم، الذي أصبح بيتي عادت إليّ

  ذكرياتي الجميلة معها مرة آخرى ، خاصة ما كانت تفعله معي بعد وفاة أمي ،

  فكثيرا ما كنت أعود من المدرسة ، ولا أجد أحدا في بيتي ، فكانت أم مريم تمسك

  بيدي ، وتأخذنني إلى هذا المكان لتغذيني وترعاني حتى يعود والدي من عمله ،  

بل كانت تربت على كتفي مثلما كانت تفعل أمي معي عند بكائي وعند حاجتي إلى

  حنانها ،و تخاف عليَّ وتعاملني كأنني أبنها ، و نظرت إلى النافذة التي تطل

  على الشارع ، وتذكرت أيضا كيف كانت أم مريم تحترم مشاعر المسلمين ، و  

تترك المذياع يتلوا الآيات القرآنية والأذان يؤذن من محطة الشرق الأوسط 

من هذه النافذة حتى النهاية دون تغيير المؤشر إلى أي إذاعة أخرى،  

كانت تفعل ذلك احتراماً وتقديرا لنا ولبقية جيرانها المسلمين .

Jika Anda menyukai Artikel di blog ini, Silahkan klik disini untuk berlangganan gratis via email, dengan begitu Anda akan mendapat kiriman artikel setiap ada artikel yang terbit di Creating Website

0 التعليقات:

إرسال تعليق